دور السياحة في قضايا التنمية

 

دور واهمية الثقافيـة والسياسيـة في تطوير السياحـة 

من المجالات التي تنعكس عليها السياحة هما  المجالين الثقافي والسياسي فتوافد السياح إلى بلد ما أو إلى منطقة ما من شأنه التأثير على البيئة الثقافية والسياسية في ذالك البلد . 

1. الأهميـة الثقافيـة للسياحة 

تحرص الدول السياحية على زيادة التأثير الإيجابي للسياحة والتي تؤدي على تطور المجتمع ورقيه فقد يؤدي التطور الإقتصادي والتقدم الثكنولوجي وإحتكاك السكان بمجموع السائحين ذوي اللغات والعادات والتقاليد والثقافات وحتى الديانات المختلفة إلى تغير الأذواق وظهور معالم إجتماعية أخرى ، والسياحة تعد أهم أسباب التطور الإجتماعي في الدول المستقبلة للسياح ، إذ تتاح للتعرف على الأفكار والإهتمامات والثقافات الأجنبية مما يساهم في إكتساب الخبرات والقيم السليمة التي يمكن تكييفها مع القيم والعادات والتقاليد الأصلية للسكان وبالتالي الإنفتاح الإيجابي على العالم الخارجي . 

ويعد التبادل الثقـافي أحد أهم التأثيرات الإيجابية للسياحة حيث يعمل على تنمية التفاهم بين الشعوب وتبادل الأفكار والعادات والتقاليد وتعمل السياحة على كسب الإحترام والتعاون المتبادل المثمر وكذا تبادل المعارف والقيم الثقافيـة 

وبفضل السياحة يكون الإهتمام بالقيم الجمالية والمعالم الفنية في الدول المستقبلة

للسواح من خلال الفنون والمهارات والحفلات والمهراجانات، فضلا على إحياء بعض

العادات والتقاليد التاريخية أو الدينية التي عادة ما تكون قبلة للسواح ومنه ينتقل تراث منطقة

ما إلى كل أسقاع العالـم وهو ما يبرز وجه آخر من الأهمية الثقافية للسياحة . 

2. الأهميـة السيـاسية للسيـاحة 

لقد أمتدت أثـار السياحة إلى نواحي عـدة ، فلا يمكـن إغفـال المجال السياسي حيث تعمل الحكومات والدول جاهدة على الحد والتقليل من التدافع والتصادم الداخلي ، قاصدة الإستقرار الأمني وما ينتج عنه من إستقرار سياسي برغم العادات والتقاليد  المختلفة ، ومن هنا يبرز دور السياحة في التقريب بين الشعوب وإزالة المتناقضات وجعل التفاهم وسيلة التعامل والتجـاوب بيـن أفراد الدولـة الواحـدة . زيادة على ذلك فإن رغبة الدول والحكومات في إبراز عرضها السياحي يجعلها تعمل جاهدة على توفير مناخ سياسي مناسب من خلال التشريعات الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وبالخصوص التداول على السلطة والحكم الديمقراطي، مما يجعلها بعيدة على الصراعات الداخلية التي تؤثر سلبيا على العرض السياحي ، إذ نجد أن الدول العريقة في المجال السياحي هي تلك التي تتميز بالإستقرار السياسي الدائم والبعيدة عن النزاعات الداخلية والخارجية ، ولنا في بلدنا الجزائر خير دليل فسنوات التسعينات ( العشرية الحمراء )

عرفت عزوف كلـي للسواح عن الجزائر بما في ذلك الجزائريين المقيمين في الخارج . 

رغبـة بعض الدول في جعل السياحة مورد من مواردها المالية قد يجعلها تعمل كذلك على معالجة النزاعات الموجودة في الدول المجاورة لها في حال ما قدرت أن ذلك يؤثر على عرضها السياحي ، هذه النقاط وأخرى تجعلنا نخلص إلى أن الفعل السياحي له أهمية سياسية كبيرة فهو يساهم في الإستقرار السياسي بصورة غير مباشرة فضلا على نشر الصداقات بين الشعوب ونشر السـلام في العـالم .